إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

في ثقافة المقاومة.. المقاومة هي الأبقى تداعي خطاب العجز والمراهنة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • في ثقافة المقاومة.. المقاومة هي الأبقى تداعي خطاب العجز والمراهنة

    في ثقافة المقاومة.. المقاومة هي الأبقى

    تداعي خطاب العجز والمراهنة

    بسام رجا

    عبر عقود خلت سُمم العقل العربي والمسلم بفرضيات و«نظريات» مهزومة تقول إنه على المقاتل العربي أن يلقي سلاحه وأن يهيئ نفسه لواقع جديد ينفتح على مشهد «السلام» بعد أن أثبتت الوقائع أن دولة الاغتصاب المدعومة من الغرب وأميركا غير قابلة للهزيمة.. وتضيف النظريات المفصلة وفق مقاسات خاصة أن التجارب تؤكد أنه لا جدوى من تعبئة الشارع والقفز عن الحقائق.. فالموازين ليست لصالحنا وسنبقى ندور في دائرة الضعف والتراجع..، والطريق الوحيد هو أن نقبل بما هو مطروح علينا حتى لا يفوتنا القطار.

    غير أن هذه المقولات الهشة في بنيتها وتكوينها وتسويقها والتي زاحمت في المشهد السياسي العربي الرسمي.. ودأبت لتجد لها مكاناً تحت الشمس.. كانت تصطدم دائماً بواقع مغاير لها سرعان ما كان يفرض حضوره بقوة فعله على الأرض.. فالانتفاضة الفلسطينية الأولى جاءت من رحم ثقافة المقاومة وفي سياق تاريخي متصل للجهاد الفلسطيني عبر عقود ولم تأبه بالمحدلة السياسية التي كانت ترهن أوراقها في الأبيض وترسل إشاراتها في تغيير القاموس السياسي لبعض الخطاب الرسمي العربي الذي بدأ يكشف عن أوراقه بعد هزيمة حزيران التي طالعتنا بمصطلحات مراوغة كإزالة آثار العدوان.. وتتوالى التنازلات في سياق الخطاب السياسي للتحلل من قضايا الأمة.. ودون الدخول في تفاصيل المراحل التي شهدت تبدلاً مريعاً في الخطاب السياسي لبعض النظام الرسمي العربي.. فإن الضفة الأخرى ضفة المقاومة لم تكن مشغولة كثيراً بما يعد من سيناريوهات في الغرف المغلقة.. لذا كانت الانتفاضة الأولى كما ذكرنا.. انتفاضة جيل كسر تبوهات أرادت أن تعمم ثقافتها مرسلة بعض الإشارات وخاصة بعد خروج منظمة التحرير من بيروت في العام1982 وانشغال الرسميين العرب بهندسة ديكورات تتلاءم مع نظريات القبول بالأمر الواقع.

    مراهنات خاسرة

    وفي التفصيل فإن الانتفاضة الأولى في العام1987 وفي سياقها الجهادي قلبت الطاولة وبشكل لم يتوقعه كل من راهن على إرادة الشعب الفلسطيني فجاءت لتمتد سريعاً في فلسطين وتعكس نفسها على أهلنا في أراضي العام1948 الذين أسقطوا أيضاً كل المراهنات الصهيونية في انتمائهم للأرض المقدسة والقضية الفلسطينية وأنهم لن يكونوا إلا في عميق النسيج الوطني الفلسطيني.

    إذاً قلبت الانتفاضة الأولى حسابات السياسة الضيقة وطرحت مفهوماً جديداً للمقاومة الشعبية وهي بذلك فاجأت بحضورها الطاغي كل من راهن على الوقت.. أحد المفكرين السياسيين الأميركيين واسمه ستيفن غولن قال في محاضرة ألقاها في معهد مختص بشؤون الشرق الأوسط في واشنطن بعد عام من اندلاع الانتفاضة الأولى:جاءت الانتفاضة وفرضت اسمها المتداول باللغة العربية.. وشكلت صدمة للأنظمة العربية التي رهنت أوراقها في السلة الأميركية.. وعولت على الوعود الأميركية بأن «الشرق الأوسط»سيشهد حالة متطورة ومزدهرة دون مقاومة.. وبالطبع وحسب المفكر الأميركي على الدول العربية أن تفتح نوافذها للرياح الأميركية المحملة بالإسرائيلي القادم بقوة دفع واشنطن.

    في ظلال مشهد الانتفاضة الأولى كانت الصورة الأبرز هي حالة الالتفاف الشعبي حول المقاومة التي فرضت خطابها المقاوم وجعلت دولة الاغتصاب تعيش حالة من التفكك الداخلي والعجز العسكري الذي دفع بالمؤسسة العسكرية إلى التفنن في الإبادة والإرهاب في القتل وكلنا يتذكر مشاهد تكسير العظام.. الصورة التي بثتها وسائل الإعلام في العالم.. ومع هذا كان العالم «الحر»يتفرج ولم تتحرك المنظمة الدولية العاجزة ولم تقدم أي اقتراحات لوقف الإرهاب الصهيوني اليومي الذي استهدف البشر والحجر.. وعمدت دولة الاغتصاب إلى إخفاء جرائمها ومنع وسائل الإعلام من نقل صورة الواقع.

    ومع ذلك فقد استطاعت الانتفاضة بقوة الفعل أن تضيق الخناق على المحتل وتوقع فيه الخسائر الاقتصادية المرتفعة جداً وإن كان هذا يحتاج إلى بحث تفصيلي بحد ذاته.

    الاستثمار السياسي للانتفاضة توج باتفاق أوسلو السيئ الصيت والذي دفن مع ضربات المجاهدين والرفض الشعبي العارم لنتائجه الكارثية.

    لم تخمد نار الانتفاضة فحالة المقاومة اليومية استمرت وتوجت بالعمليات العسكرية الاستشهادية التي ابتدأتها حركة الجهاد الإسلامي التي أطلقت شرارة الانتفاضة الأولى.. وتوالت مواجهة المحتل في سياق خطاب مقاوم منبثق من روح عقيدية متأصلة في الأرض المقدسة ومتحسسة للواقع الفلسطيني بكل أبعاده.. هذا الفهم المرتبط بوعي منفتح على دراسة المحتل وطبيعته العدوانية جعل من المقاومة الفلسطينية في الدخل الفلسطيني تتجذر أكثر فأكثر في خطابها فكانت حركة الجهاد الإسلامي في طليعة القوى التي شخصت آفاق الصراع في خطاب مقاوم وضع المقدس الديني نصب الأعين في مزج لا ينفك مع الوطني.. مستشرفة أهمية الحفاظ على السلاح في معركة طويلة الأمد وبينت خطورة اتفاقات أوسلو والمراد من ورائها ابتلاع الأرض المقدسة فهي تصادر أكثر من 98 بالمائة من فلسطين وتفرط بقدسنا لتكون العاصمة الأبدية لدولة الاغتصاب.

    قوة الفعل الجهادي وحضوره الطاغي

    في هذا السياق فإن الانتفاضة الثانية في العام 2000توأمت مع الانتفاضة الأولى في سياق تاريخي للصراع وأثبتت صحة خطاب المقاومة و عقم الحديث عن فرضيات السلام وخطاب الوهم لبعض الرسميات العربية التي تمسكت بحبال المراهنة على وقف المقاومة والحلول الأميركية للمنطقة.وهنا برهن الشعب الفلسطيني أنه قادر على المواجهة وإيقاع الخسائر بدولة الاغتصاب وأثبتت الوقائع على الأرض صحة مانذهب إليه.. فالوهن الذي اعترى خطاب العجز ونظريات الإحباط وتخدير الشعوب لم يجد له مكاناً في الواقع الانتفاضي لشعبنا الفلسطيني وقواه المجاهدة.. فكانت المواجهات اليومية التي شهدتها فلسطين ولم تزل العنوان الأبرز والأسطع لشعب تعلم معنى المقاومة.. ويكفي أن نذكر معركة مخيم جنين كمثل واحد دون التوقف أمام العمليات الاستشهادية التي دبت الرعب في التجمع الصهيوني.. لندرك أن مخيماً صغيراً ومقاتلين مؤمنين بالله بقيادة الشهيد محمود طوالبة أذلوا جنرالات العدو.. وهنا نشير أن قائداً عسكرياً صهيونياً قال عن معركة مخيم جنين: إن الطريقة التي حاربنا بها طوالبه وإخوانه يجب أن تدرس في الأكاديميات العسكرية.

    وربما لم يسلط الضوء الكثير على المقاومة الباسلة لمجاهدينا نتيجة التعتيم الصهيوني.. لكن النتائج التي خيمت بظلالها على التجمع الصهيوني كانت فاقعة.. فمن التفكك الداخلي..إلى الهجرة الجماعية إلى الخارج.. إضافة إلى أسئلة كثيرة طرحها التجمع الصهيوني عن هشاشة الدولة.. ويمكن هنا أن نشير إلى الخسائر على الجانب الاقتصادي التي أدت إلى حدوث انعطافات كبيرة في مختلف قطاعات الاقتصاد الصهيوني حيث خسر الاقتصاد الإسرائيلي في 2001 بسبب الانتفاضة زهاء ملياري دولار في حين بلغت الخسائر في العام 2002 قرابة 4 مليارات دولار. وقد دفعت هذه الأوضاع إلى فصل مائة ألف عامل خلال السنتين الأوليين من عمر الانتفاضة.وتشير الإحصاءات إلى تراجع معدل النمو الاقتصادي الإسرائيلي في العام 2000 (بعد اندلاع الانتفاضة بشهرين) بنحو 7.4% ليصبح المعدل 1.6% فقط. كما تراجع معدل دخل الفرد خلال نفس الفترة 5.1% مقارنة مع 7.2% خلال نفس الفترة من 1999. وانخفضت عائدات السياحة بنسبة 40% أواخر العام 2000، وبلغت خسائر الزراعة والصناعة والإنشاءات 1.2 مليار دولار، وارتفعت نسبة البطالة، وتراجعت القيمة السوقية للأسهم بنسب كبيرة، وتدهورت التجارة الخارجية فبلغت الخسائر اليومية نتيجة لتوقف حركة التبادل التجاري مع الضفة الغربية وقطاع غزة بنحو 16 مليون دولار، فتأثرت سلباً قطاعات الاقتصاد الإسرائيلي، وزاد الاستيراد بنسبة 28% أواخر العام 2000.

    وهذه إحصاءات مختصرة للدلالة على قوة فعل الانتفاضة رغم أن خسائرنا كثيرة.. لكن شعبنا الذي قدم الشهداء يؤمن بوعد الله وبالمستقبل.

    وفي الربط كانت الانتفاضة تواصل إيلامها بالجسد الصهيوني.. لتحتفل مع المقاومة في جنوب لبنان التي هزمت المحتل في العام 2000 وحررت الجنوب اللبناني لتصبح خارطة المقاومة هي الصوت الهادر والصارخ في وجه من يمرر ويسوق خطاب اليأس والإحباط..

    خارطة المقاومة وإرادتها الخلاقة

    واستمرت المقاومة وثقافتها في إرادة المواجهة لتخرج المحتل من غزة هاشم مدحوراً بعد أن فكك مستوطناته فيها هارباً من نار المجاهدين.. معتبراً أن خروجه هو نصر له لأنه قد قضى على المقاومة.. لكن الوقائع على الأرض كانت تقول غير ذلك فاستمرت المقاومة وصواريخها وعملياتها الاستشهادية لتقول إنا باقون على العهد الذي قطعناه للشهداء.

    الهزائم المتتالية لدولة الاغتصاب جعلت مقولة إن جيشها من ورق حقيقة ماثلة للعيان فقد حقق مجاهدونا اختراقات في العمق الصهيوني رغم التكنولوجيا العسكرية المتطورة وتحمل شعبنا الإرهاب الصهيوني تحت راية المقاومة وخطابها.

    ولتكتمل الصورة كان لرجال المقاومة الإسلامية في الجنوب اللبناني المجاهد صوت الرعد حين أذلوا الجيش الذي لا يقهر ودحروه ومرغوا جيش النخبة في الوحل وتركوه يحصي خسائره التي تحتاج بحد ذاتها إلى دراسات جادة ومعمقة ناهيك عن الآثار المباشرة على صعيد تفكك البنى الداخلية والهجرة المعاكسة.

    لقد حررت المقاومة الإسلامية في انتصارها على الجيش المزعوم الإرادة العربية من وهن الخطاب العاجز والمراهن على «السلام» لقد أثبتوا أن الإرادة والعقيدة وعمل ما يمكن بوعي وإتقان يصنعون المستحيل.. وهذا ما تحقق في الجنوب المجاهد فقد اندحر المغتصب وطائراته الأميركية وكل التحالف الدولي والأصوات النشاز التي راهنت على إنهاء المقاومة الشوكة المغروسة في عين المغتصب.

    انتصر لبنان وانتصر خطاب المقاومة.. وستنتصر فلسطين بإذن الله لأن الإرادة الحرة المفعمة بعقيدة راسخة يرفدها فعل متقن، تتحدى المغتصب لن يكون لها إلا النصر في وعد الحق.

  • #2
    كل التحية لمقاومتنا الباسلة
    ووفقهم الله وثبتهم
    وكلنا من خلفهم سائرون
    وجزيت خيرا اخي على هذا الموضوع

    أبتاهُ فَقْدُكَ مُوْجِعٌ ، أعياني
    وأقضَّ جَفْني ، والأسَى يَغْشَاني
    واذاق قلبي من كؤوس مرارة
    في بحر حزن من بكاي رماني !

    تعليق


    • #3
      مشكور اخى ابو فؤاد

      تعليق


      • #4
        بارك الله فيك اخي الكريم علي الموضوع الطيب
        إن لله عباداً فطنا .. طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا
        نظروا فيها فلما علموا .. أنها ليست لحييٍ وطنا
        جعلوها لجةً واتخذوا .. صالح الأعمال فيها سفنا

        تعليق

        يعمل...
        X